مأدبة اللئام


 انهمَكَتْ في بعض شأنها،  فجأةً شعرت بدوارٍ وهبوطٍ غير محتمل،  جلست تلتقط بعض الأنفاس،  ما هذا،  ارتعاشة في اليدين!  لا جسدي كله يرتجف بعض الشيء،  كل ذاك مِن إهمال الطعام بعض الوقت لبعض شأنها،  هرعت لمأدبتها تبحث عن أي شيء يسد الجوع،  هذا المفترس الفاتك إن أُهمل،  تناولت طعامها على عجل آملةً أن يختفي هذا الشعور البغيض،  ذاك الشعور الذي يراوضها مِن حينٍ إلى حين، لا يعبأ بأي شيءٍ من أحوالها حتى ترضيه ببعض مِن شيءٍ أيًا كان، وفي أي مكان! وإلا حاصرها بدواره ورجفاته! 


جلست تمد يديها لتلقمَ فاهها شيئًا فشيئًا،  وشيئًا فشيئًا يختفي ذاك الشعور وراء اللقيمات،  سرح ذهنها بعيدًا ليصل إلى أولئك المحصورين بين الأنقاض والخيام البالية، وتَجسَّدَ في جَنانها صور أولئك الأطفال الجياع وكيف يعالجون ذاك الشعور حتى الموت ! ذاك الموت الذي حصد أرواحهم ورمى بجثثهم فوق مَأدُبةِ اللئام! 

د/منال

منال

وما قلبي عليه ألوم أن يهوى طبائعه ولكني ألوم هواي لا يشبعنْ جائعه على أني لأشبعه بنزف الحرف من دمي ومكويٌ مدامعه

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال