عتاب


 جلستْ تتفرس في ملامحه،  ما أجمل تلك العينين الصافيتين وقد أحاطها بنظارةٍ زادتها صفاءً على صفاء،  هذا الجمال الذي تراهُ ربَّما لا يراهُ الجميع كرؤيتها إياه، فعين قلبِها هي مَن تراه. 

العينُ تنظر والقلبُ يتحدث،  لا،  يُعاتب،  لا، ربَّما يرمي بحِممه قليلاً كلما حَمِيتْ عليه الذكريات،  فكيف لذاكَ الحب أن يتبدلَ بالجفاء؟!  وكيف لذاك القلب أن يُتهم؟!  وكيف لتلك اليدين أن تَحرمَ مِن الاعتراف لها بالجميل؟!  وكيف لليالي الساهرة،  والعيون الحائرة، والخوف المشوب بالوجل القاتل أن يُدفنَ من أجل ظنٍ آثم؟! 

لطالما عزمتْ أن تَطْمرَ كل شيءٍ بغضبها فلم تستطع،  فاستسلمت لمأكلةٍ تنقصُ منها كل يوم، ودموعٍ محبوسةٍ عنوةً خلف الأحداق،  واستسلمت لصمتٍ يُخيم عليه سكونُ كل شيء، آملة أن يثوبَ القلبُ إلى القلب، وتبثَّ الروحُ في الروح بعضَ الحياة. 
.
د/ منال

منال

وما قلبي عليه ألوم أن يهوى طبائعه ولكني ألوم هواي لا يشبعنْ جائعه على أني لأشبعه بنزف الحرف من دمي ومكويٌ مدامعه

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال