ربما تجد فكرةً بسيطةً تُقدَّم بلغةٍ جيدة فتقبل وتجذب العقول والقلوب ، ولكن مع تغليف الفكرة بلغة ضعيفة تمتلئ بالأخطاء الإملائية واللغوية ثق أيها الكاتب لن يُقرأ منها سطران وإن كانت جيدة ، إلا إذا كان القارئ جاهلاً باللغة ، والجاهل بها لا تنتظر منه عونًا أو فائدة .
أتساءل دائمًا في دهشة ؛ كيف لكاتب أو شاعر أو أديب أن يخطئ في اللغة فيرفع المنصوب وينصب المرفوع ويجزم كما يحلو له ويستخدم ألفاظًا ليست في مواضعها ثم يصف نفسه بالكاتب أو الشاعر أو الأديب وينتظر الآخرين أن يرفعوا له القبعة توقيرًا واحترامًا مع جهله بالوسيلة الأولى التي تختم له بهذا اللقب ؟!
أنت كاتب أو شاعر أو أديب؛ أي توجه كلامك إلى جمهور على قدر من العلم والثقافة ، والعلم والثقافة يندرج تحتها العالم باللغة والجاهل بها ، لكن العالم بها هو من يحكم ويعطيك اللقب، أما الجاهل بها فيميل ميلاً قلبيًا وفقط ، ولكن ليس في إمكانه أن يضعك في المكانة التي تريد، فليس له إلا المدح وفقط .
الأمر جد خطير ؛ لأنه يتعلق بلغة وهُوية ، فالتهاون فيها لهذه الدرجة التي نراها في الساحات ، ربما يصل الأمر إلى قتل وابتذال أعظم لغة ، تلك اللغة التي هي خيرة الرحمن للقرآن .
أيها الكاتب ، أيها الشاعر ، أيها الأديب ، تعلم لغتك أولاً ، وإن يكن ، اعرضها على المحققين اللغويين قبل إظهارها ونشرها أو طبعها ، ولا تستحِ من السؤال ، فما هي إلا مرات وستتمكن من لغتك ؛ حتى لا يُضرب بها عرض الحائط ممن لهم دراية بهذا الجانب وأنت في حاجة إليهم .