سيدنا


 من لم يهذبه علمه فليس بعالم ، ومن لم يزدد تواضعًا بعلمه فليس بعالم !

أخي الكبير ، يكبرني بخمس سنوات ، أتحرج أن أناديه باسمه فأكنيه دائمًا ، وأختي الكبرى أيضًا ، تكبرني بسنتين أكنيها دائمًا على سبيل الاحترام ، إلا إذا أردت أن أدللها باسمها الذي تحبه كما تفعل معي ،.


أجدادنا ، كنا نسيدهم ونقول لهم سيدي وستي ؛ لأنهم آباؤنا وسبب فينا فهم أسيادنا ، والسيادة ليست عبودية، وإنما رفع مقام ، وخطوات للأمام أمامنا بحكم مكانتهم وأعمارهم .


معلمي ، تربينا على احترامه وميل الرأس والجفون له احترامًا لعلمه ، ونتخير أفضل الألقاب لمناداته توقيرًا وتعظيمًا .  هؤلاء لهم من الاحترام والتوقير  ما أمر به العُرف قبل الدين .


ثم يأتي مدعي العلم وينقد تسييد الصحابة والتابعين ! مَن نقلوا لنا الدين وجاهدوا فيه بوقتهم وجهدهم ومالهم وأرواحهم حتى يوصلوه غرةً بيضاء لنا ، لا ينبغي لنا أن نقول لأحدهم سيدنا أبو بكر ، سيدنا عمر  ، سيدنا علي ، سيدنا عبد الله بن عباس ... لا لشيء إلا لأنهم بشر مثلنا ، أو علماء مثلنا ، فالرأس حذاء الرأس ! والحذاء يشتاق أن يهوي على رؤوسهم والله !


فكيف نناديهم إذن ؟! بألقاب العصر ؟! دكتور فلان ، أستاذ ؟! عالم ؟! باسمائهم هكذا جرداء كالوقح الذي ينادي الكبير باسمه مجردًا ؟!  ولا لسيدنا ؟! وإلا سيدنا ؟! لأن سيدنا تشعرك بالدونية وقد صرت عالمًا من بضع كلمات قرأتها في بضع كتب لا تسمن ولا تغني من علم ؟! 


ولم التحرُّج من أن نقول سيدنا فلان وهم ساداتنا وتاج رؤوسنا  إلى يوم الدين لو تفهم أيها الدعيّ؟!  ووالله لو  تبحث عمن يصدع بهذا النداء تجدهم مدعي علم ليس إلا ، قشور علم ليس إلا ! قرءوا بعضًا من الكتب وظنوا في أنفسهم مسحة علم تُسوِّي الرؤوس ! ووالله لو كانوا علماء لقدَّروا مَن حملوه ! ولقد رأيت من يقبل يد أستاذه ورأسه ويهش له وكأنه رأى نبيًا من الأنبياء لأنه معلمه وعالمه ، فما بالك بصحابة النبي ؟! مَن اصطفاهم الله بالرسالة على أظهرهم ، مَن تمتعوا بنور وجه النبي واستمتعوا بنغم حديثه ، وأول من تشرفوا بنزول  آيات الرحمن على آذانهم 


 نعم إنهم أسيادنا وتاج رؤوسنا أيها الملحدون الأغبياء كارهو الدين !   لقد وصل الأمر إلى استكثار الصلاة على النبي( صل اللهم عليه سلم) ! تجد أحدهم يذكر اسم النبي دون ألقاب ، أو يقول النبي وفقط ، الرسول وفقط ، دون الصلاة عليه وقد صلى الله عليه وملائكته !  حسبنا الله ونعم الوكيل !


اللهم من لم يزده علمه تواضعًا واعترافًا لأهل الفضل بالفضل شُـلَّه حتى تذله إن لم يتب . آمييين آمييين آمييين .

.

...منال

منال

وما قلبي عليه ألوم أن يهوى طبائعه ولكني ألوم هواي لا يشبعنْ جائعه على أني لأشبعه بنزف الحرف من دمي ومكويٌ مدامعه

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال