شردت بفكرها بعيدًا ، ربَّاه، ما الذي يحدث لي ؟! أحين تَعَبَّدَ الطريق واستوى وتلألأت عيناي بنور الأماني بين اليدين توشك أنْ تصير حقائق ، ينطفئ النور بين اليدين تباعًا ؟!
تركت ما بين يديها جانبًا ، يكفي الشرود بين الأوراق ، كيف لعيني تتابع الكلمات والفكر بعيدًا بعد الأفق يشرد في كل وادٍ سحيق ؟! لا جدوَى ، أحتاج برهةً من سكون ، تمدَّدتْ ، شخصتْ عيناها لا حِراك ، وما انفك الشرود جانبٍا
وعلى حين غفوة ، ترجَّلَتِ العينان بين سِنةٍ وانتباه ، فإذا بشقراء غائمة الملامح بين يديها وجهًا لوجه ، تبتسم لها ابتسامةً صفراء ، وعلى حين غِرَّة ، ترفع يديها لتصفعها صفعًةً دوَّت على خدها لتنتبه فلا تجد إلا الجدران ، تحسستْ وَقْعَ الألم ، وكأنَّ الحلم حقيقة ، لا بأس ، قد اعتاد الجسد المنهك على الفزع ، فليفعل القدر ما يشاء ، فلن يكون أسوأ مما كان !
.
...منال