لك وحدك أن تجعلني معلمة


 حملت كتابها ودموعها تنهال من عينيها النجلاوين الغضتين ؛

أمي ، لِتجعلي أختي تستذكر لي دروسي حتى لا تعاقبني المعلمة.

ترفع الأم صوتها ؛ يا بنت ذاكري لأختك،

وما في يدي، ماذا أفعل به ؟! عندما أنتهي،

.

يزداد بكاؤها، فتأمرها؛ اتركي ما في يديك واقرئي لها

وتسير على استحياء، تناولها الكتاب لتقرأ لها، وبكل جوارحها تتابع ، فقط خوف العقاب!


وفي صباح الغد؛ تدخل فصلها مرجوفة، وفي ذهنها المعلمة!

اليوم يوم جديد ، ثقيلٌ كسوابقه من الأيام، أيسير دون عقاب أو استهزاء من تلك المعلمة التي لا تفقه شيئًا عن التربية والتعليم إلا اليسير؟!

ليتني مكانها، لو كنت مكانها لما فعلتُ ما تفعل ! لو كنت مكانها لجعلت أيام المدرسة يوم عيد يتجدد كل يوم لتلاميذي، أتمنى أن أكون معلمة لأنحو خلاف ما تفعل!

.

تدخل المعلمة، وعلى وجهها التيبس، وبسمتها فقط لمن تريد وترغب ممن رغبت فيهم دون آخرين وهم كثر ، أولئك الذين قُطعت ألسنتهم خجلاً أو ضعفًا، أولئك الذين يتطلعون إلى بسمة تبث في نفوسهم الثقة، أولئك الذين يتمنون كلمة حانيةً تنفض غبار الضعف عن عقولهم التي ربما تفقه أعظم من كثيرين لو تدري!

.

أشهرت عصاتها ؛ فارتجف الجميع، سنقوم بتسميع جدول الضرب، سأسأل واحدًا واحدًا فاستعدوا .

بدأت بالصف الأول ، واحدًا تلو الآخر، من أجاب نجا وجلس ، ومن تلعثم أخذ على يديه ، وما أدراك من أخذ !

وجاء دورها، فتلعثمت كعادتها، فلم تهم بعقابها سريعًا، ولكن بادرت مَن بعدها بالسؤال وهي تستعد للعقاب وتفرد كفيها، فتلعثمت رفيقتها هي الأخرى ، أسرعت قائلة ، أنا أقول ٦×٦ بـــ ٣٦ 🥹 نظرت إليها شذرًا ، وبطرف عصاتها نغذتها قائلة: اجلسي ، وكأنها كرهت جلوسها دون عقاب!


صورةٌ لا يمكن أنْ تنمحي من ذاكرتها! لمَ غضبت المعلمة؟! ولمَ لمْ تفرح لإجابتي ؟! كان لها أن تفرح وتشجعني على المزيد ! أهكذا يكون المعلم ؟!

رباه ، لك وحدك أنْ تجعلني معلمة 🤲

.

.

...منال



منال

وما قلبي عليه ألوم أن يهوى طبائعه ولكني ألوم هواي لا يشبعنْ جائعه على أني لأشبعه بنزف الحرف من دمي ومكويٌ مدامعه

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال