********
جاهدت ألا تجعل الغير يطلب الأمر مرتين ، وإن كان أقرب الأقربين ، فما أقسى الشعور بالحاجة ! وما أقسى مذلة السؤال بين يدي صاحب الحاجة ! تعودت أن تعطي ببعض من البسمات التي تنزع الحرج ، أو الانشغال الذي يداري الخجل ، أو الكلمات التي ترسم البسمة وتجبر شعور النفس بالعِوَز .
أشياء تعلمتها بعد عثرات وعثرات من طريق مليء بالأخاديد ، أخاديد لولاها ما تعلمت شيئًا !.
سارت يومًا في بعض طريقها لا تالو ، وتلاقت عيناها بعينين قليلاً ما تتقابل معها ، رمت العينان ببعض الكلمات مع الحركات ، نعم بعض الكلمات، وبعض الحركات التي لا يفهمها إلا ذو لبٍ يعي خوالج البشر وما تصدر عنهم من أفعال ، نعم ، هي لغة الإشارة التي لا يفهمها إلا ذو حبلٍ من العلاقات متصل طرفه من هنا أو هناك .
ظل فكرها يُبحر في تلك العينين وتلك القسمات المتقطبة والحركات المستعلية ، لماذا ؟ نعم هناك شيء ، وكأن تلك العينين تستعلي علي بشيء لها عندي ، ولكني لم آخذ شيئًا من أحد ! نعم ، فإن أخذت من أحدهم شيئًا لا يهنأ لي بالٌ حتى رده ، وقبل موعده ، فما الأمر يا ترى ؟! أيكون زوجي ؟ أيكون ابني ؟ أيكون أخي ؟ أيكون ما كان منذ شهور لم يرد إلى الآن ؟! ربما ، ولذلك رمى بتلك النظرات وتلك الحركات وكأنها وخزات خنجر يدمي الفؤاد !
عزمت على التأكد من الأمر ، فوجدته بالفعل قائمًا ، لملمت حاجته، وفي التو واللحظة وصلت إليه قائلة : يا أخي ، لتدع لغة الإشارة جانبًا ، تلك اللغة المقيتة التي يتخذها أصحابها حبلاً من الكبر والخُيلاء أنك كنت في حاجة أخيك يومًا!
.
...منال